أخبار عاجلةأخبار عالمية

منخفض قاسٍ يضرب غزة .. أمطار تغرق خيام النازحين وتفاقم مآسي الحرب

كتب مصطفى عتمان ✍️
شهد قطاع غزة منخفضًا جويًا عنيفًا، أدّى إلى غرق خيام النازحين والمنازل المدمرة تحت مياه الأمطار الغزيرة، مضيفًا فصلًا جديدًا من المعاناة المتواصلة لسكان القطاع الذين تهجّر معظمهم أكثر من مرة منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عامين.
في مخيمات النزوح بحي الزيتون ووسط غزة، خرج عشرات الشبان بقمصان خفيفة وأحذية صيفية، يحملون المعاول محاولين تصريف مياه الأمطار التي تدفقت إلى داخل الخيام. كما شوهد أطفال يسيرون حفاة في الوحل لجلب مياه الشرب من نقاط توزيع مؤقتة، وسط انخفاض درجات الحرارة وتدهور الأوضاع الإنسانية.
وتسببت العاصفة في غمر آلاف الخيام المنتشرة على أنقاض المباني المهدمة، حيث يعيش مئات الآلاف في مخيمات تفتقر لأدنى مقومات الحماية من البرد والمطر. وقد تحولت المناطق المنخفضة، مثل مخيم الزوايدة، إلى برك واسعة من المياه والطين، ما جعل ليلة الأمطار “ليلة سوداء” على العائلات التي غرقت بطانياتها وفرشها وأصبحت عاجزة عن إيجاد مأوى آمن لأطفالها.
وتزداد معاناة السكان مع نقص الحطب والغاز وغياب وسائل التدفئة، فيما يعتمد معظم الأهالي على المساعدات الخارجية التي لا تلبّي احتياجاتهم الأساسية في ظل الظروف الجوية القاسية.
من جهتها، سجلت الجهات المختصة حالة وفاة جراء البرد، مؤكدة أن تأثيرات المنخفض الجوي “خطيرة للغاية” على المواطنين، خصوصًا مع تضرر البنية التحتية وانهيار عدد من المنازل بفعل الأمطار.
ويدعو مسؤولون محليون إلى إدخال منازل متنقلة جاهزة ومجهزة بالطاقة الشمسية والاحتياجات الأساسية، باعتبارها خطوة عاجلة وضرورية قبل بدء عمليات إعادة الإعمار، وذلك لتوفير حد أدنى من الأمان والعيش الكريم لعشرات الآلاف من الأسر التي فقدت مقرات سكنها.
هكذا يدخل الشتاء أبوابه على غزة المثقلة بالجراح، ليضاعف المأساة الإنسانية ويكشف عمق الأزمة التي يعيشها النازحون تحت الخيام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى