المقالات

عيد الحب.. للحب الذي لا يتكرر

 

✍️ بقلم: مصطفى عبدالرحمن ال عتمان
الحب والعطاء والصفاء والنقاء.. أربع نغماتٍ تُعزف على أوتار الحياة لتصنع لحنها الأجمل، فلا يكتمل الإنسان إلا حين يملك قلبًا يعرف كيف يُحب بصدق، ويمنح بإخلاص، ويصفح برقيّ، ويُخلص دون انتظارٍ لردّ الجميل.
أولًا: الحب الأكبر
يبدأ الحب من منبعه الأعظم، من حبّ الله جلّ جلاله، ذلك النور الذي لا يخبو، يملأ القلب طمأنينة، ويغمر الروح يقينًا. حبّ الله هو الأصل، ومن صدق في حبّه لربه أحبّ خلقه صفاءً، وأعطى بإخلاصٍ لا يعرف المصلحة ولا ينتظر المقابل.
ثانيًا: حبّ الوالدين.. النبع الذي لا يجفّ
هو الحبّ الذي لا يُقاس ولا يُقابَل، حبّ الأمّ الذي يشبه الجنة، وحبّ الأب الذي يُظلّل حياتنا بالأمان. لا أحنّ من حضن الأم، ولا أصدق من دعوة الأب، فهما القلبان اللذان أحباك قبل أن تعرف معنى الحبّ، وضحّيا ليبقى طريقك منيرًا مهما اشتدّت العتمة.
ثالثًا: إلى من تقرئين الآن
يا من تمرّين بعينيكِ على هذه السطور، كأنها خُطّت لكِ وحدكِ..
الحبّ الحقيقي لا يُقاس بما يُرى، بل بما يُشعَر. لا يُزيَّن بالكلمات، بل يُثبت بالمواقف.
هو أن يفهمك قبل أن تتكلمي، ويقرأ صمتك كما يقرأ صوتك، ويخاف عليكِ أكثر مما تخافين على نفسك.
الحبّ فعلٌ لا وعد، وثباتٌ لا قول.
وفي عيد الحب، لا أبحث عن مناسبةٍ لأقول ما في القلب، لأنكِ أنتِ المناسبة، وأنتِ العيد.
أنتِ حبي لا ليومٍ ولا لموسمٍ، بل للعُمر كله.
هو الحبّ الذي لا يُقال كثيرًا، لكنه يُترجم بالدعاء والمواقف النبيلة. حبّ الأهل، والإخوة، ورفاق الدرب الذين يملأ وجودهم القلب سكينةً وامتنانًا.
ومادمتَ محاطًا بهم، فأنت بخير، وأنت في نعمةٍ لا تُقدَّر بثمن.
اللهم اجعل في قلوبنا حبّك، وحبّ من أحبّك، وحبّ الخير للناس أجمعين، واملأ حياتنا بمشاعر صادقة لا تزول، وبقلوبٍ تعرف معنى الوفاء والرحمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى